الرئيسية / على ناصية قلب (نصوص وكتابات) / لاْ تَسَلْنِيْ: مَنْ نَحْنُ..؟

لاْ تَسَلْنِيْ: مَنْ نَحْنُ..؟

نحـن قَـشٌّ وَلَاْتَ حِيــنَ حَصَــــــــــــادِ
ورمـــــــــادٌ على حُطَـــامِ رمَــــــــــادِ
نحن لا شـيء.. غُرْبَـــــةٌ وضَيَــــــــاعٌ
وشِـــــــــــراعٌ يَسيــرُ مِنْ غير هــــادِ
عُمْرُنا الوَهْـــــــمُ.. كلَّ يـــــومٍ جديــدٌ
عن حكـــــايا مجهولــــــــةِ الإســـنادِ
خُلِقَ الصِّــدقُ.. نحن عِشْــــــــنَا بوادٍ
-لا نبـــــالي بـــــــه – وعـاش بِـــــوَادِ
خَفِّفِ الوَطْءَ..لم نكنْ أهــــلَ شــــــأنٍ
ذاتَ يـــومٍ فلا تَقُـــــــلْ: أجــــــــدادي
بَلَــغَ النّــاسُ ذُروةَ الطُّـــــــهْرِ حَقّــــــاً
وبلغنا في العُهْـــــرِ قَعْــــــــرَ الــوادي
أمّــــــــةٌ نحن كلّمــــا لاح نجــــــــــمٌ
أطفأَتْــــــهُ، أو لاحَ وَرْيُ زِنَـــــــــــــــادِ
لكأنّـي والــذّلّ يُخْصِـــبُ فيـــــــــــــها
منــذُ كانــا كانــا على ميعــــــــــــــادِ
قومُ سُـــــــوءٍ.. منافقـــــون جميعــــاً
فاغْسِــــلِ الكَفَّ أيّهـــذا الحــــــــادي
وخليــطٌ.. قُـــلْ لي متى كان صَلْـــدَاً
وثمـــــــودٌ تَفْـرِي بفــــروةِ عَـــــــادِ؟!
تحت نَعْـــلِ المحتـــلِّ مِنْ يــــومِ كنّـا
وننـــادي يا أمّـــــــــةَ الأمجــــــــــادِ!
إخـــوةٌ والأســـــــى.. ننـامُ ونصحــو
والمآســــــي الهوجــــاءُ بالمرصـــــادِ
لا تســـــلني من نحن؟ كلُّ ســــؤالٍ
بعد هــــذا رصاصـــــــــةٌ في فــؤادي
أيّ خيـــرٍ قد يُرْتجَــى من ضحـــــــايا
فَوّضَتْ أمــــــرَها إلى الجـــــــــــلّادِ؟
بَرِئ اللّـــــه والنبيّــــــــون منــــــــهم
يـــوم باتت قلوبُهــــم من جمــــــــادِ
فابكِ يا قلبُ لا الوجــــوهُ وجــــــــوه..
الأهـــلِ فيـهـــــا ولا البــــــلاد بلادي
واذرفِ الدَّمْــــعَ ،لَهْفَ روحي عليهــمْ
واعتصمْ إن جفــوا بحبــــــــــلِ الودادِ
لا تقلْ: قد قَسَــــــــوتَ .. يغفرُ حبيّ
لي وحرصي أن يرجعــــوا للرّشـــــاد
هـــــم عيوني.. جمالُهُمْ كُحْلُ عَيْنِيْ
وهـــــــواهــمْ إنْ أقفــــــرَ الزّادُ زادي
ويمينــاَ لـــو يُفْتــــــــــــدون بروحــي
وبنفســــــــــــي لكنــتُ أوّلَ فـَـــــادِ
* محمد عارف قسوم

عن Mr.admin

شاهد أيضاً

الجاحظ وكتبه.. قصّة قصيرة

 إبراهيم أحمد بعد أن انتشر في المدينة خبرُ سقوط الكتب على الجاحظ وملازمته الفراش، قلقنا عليه كثيراً، وجدتني مع خمسة من النّسّاخين والورّاقين نزوره عصراً، في بيته البسيط المبنيّ من الحجر والطّين في ضاحية من البصرة، قريباً من شطّ العرب. كان من حسن حظي أنّني استطعت أن أجلس بجانبه في بيته البسيط الّذي ليس فيه من أثاث سوى فرش بسيطة رثّة ممدودة على الأرض، ومنضدة خشبيّة حائلة اللّون عليها إبريق ماء، وكؤوس صغيرة من الفخّار! كان بثياب بيض فضفاضة،وعمامة بيضاء مذهّبة نظيفة،وقد بانت من تحتها شعيرات شائبة، أنارت وجهه الدّاكن الأقرب للسواد، كان قد قارب المائة عام، استهلك خلالها اثني عشر خليفة عباسيّاً، كلّهم ماتوا ونسوا،بينما بقي هو الكاتب المعلّى!  كلّ من معي كان يقول: ـ  حمداً لله على سلامتك. أحدهم قال: ـ هذه الكتب الجاحدة؛ سقطت عليك وأنت صانعها! ابتسم الجاحظ  قائلاً: ـ  لا، هذه الكتب الورقيّة سقطت عليّ، ولم تؤذني، ما سقط عليّ وآذني كتب أخرى! وسط دهشتنا جميعاً، قلتُ: ـ كيف؟ لم أفهم يا سيّدي! ـ الكتب الّتي في داخلي هي الّتي سقطت فوق رأسي! دهشت ،أكثر، بقيت أتطلّع إلى وجهه الّذي يقولون إنّه دميم؛ بينما أنا أراه من أكثر وجوه النّاس لطفاً وبشاشةً؛أريد منه أن يقول المزيد، فحديثه متعة للقلب حتّى لو كان حزيناً! رفع صوته ليسمع الآخرين معي: …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *