يمرُّ ظلُّكَ
لا أنثى تطاردُهُ
وليس من أحدٍ في الدّرب يرصدُهُ
.
يمرُّ مثل حكاياتٍ، تَوَسَّدَها
ليلي طويلاً، وقد كانت توسِّدُهُ
.
على خطاهُ
تقصُّ الأرضُ غربتها
لآخَرٍ كسرتْ أشياءَهُ يدُهُ
.
يمرُّ، لا ذنبَ في أعتابِ سَوْأَتِه
سواهُ؛ حتّى كأنَّ الذّنبَ سيِّدُهُ
.
مُفَتِّشاً عن وجوهٍ
أبْجَدَتْ فمه
في اللّا كلامِ..
وعن طُهْرٍ يُؤَبْجِدُهُ
.
وعن نوافذَ أخرى
فَرَّ حارسُها
منها، فقد أقسمت: إنِّي سأوصدُهُ
.
فكيف يختالُ ؟!
حبل الموت أرْجَحَهُ بين البياض الّذي يختال أسودُهُ
.
وكيف يسبح في بئرٍ يطوف على
مياهه سَبَأُ البلوى وهدهدُهُ؟!
.
ويتعب البختُ
يعلو فوق لحظتِهِ
مُقَيَّداً
وحدها الدّنيا تُقَيِّدُهُ
.
يا بختُ
يا بختُ
أدري أنّ آدمَنا
شَكٌّ، وأنّك – إيماناً – تؤكِّدُهُ
.
وأنّ حزنَكَ لم يطلقْ نوارسَه
في يُتْمِهِ
فظلالُ الحزن تُسْعِدُهُ
.
وقبل صُبْحَيْن
كان الضّوءُ مُنْتَظِراً
ظلامَهُ ثمّ خانَ الضّوءَ موعدُهُ
.
وبعد لَيْلَيْن
ألقَتْ وَحْشَةٌ سَفَرًا
على السَّمَاءِ، ونادَتْ: من سيصعدُهُ
(من نصّ: مفازات البخت)
حسن عبده صميلي