صُنْ مفتاحَكْ
لا ترهنْ عند الأغرابِ ولا عند التّجّارِ سلاحَكْ
واتركْ وجهَكَ في مرآةِ البيتِ
وإسمكَ في دُرجِ الأسرارِ
وغادرْ ليلاً
خبِّئْ تحت البابِ صباحَكْ..
خُنْ منفاكَ
وكنْ برّاً بأبيكَ النّخلِ
ولا تخفضْ لليأسِ جناحَكْ..
دعْ في البيت حنينَكَ، واذهبْ
فإذا خُيِّلَ أنْ قتلوكَ
فما قتلوكَ، وما صلبوكَ، ولكنْ قد قتلوا أشباحَكْ..
إنْ في الشّامِ وإنْ في القدسِ، الموتُ غزيرٌ
لُذْ بالظلِّ النّابتِ تحت شبابيكِ التّاريخِ
وضمّدْ بالأحلامِ جراحَكْ..
عُدْ للبيتِ ولو من بين شقوقِ الوهمِ
وكررْ نفسَكَ
اِزرعْ عمرَكَ في كلّ خلايا الجدرانِ
استنسخْ أمّكَ وهي تشقُّ جيوبَ اللّيلِ
لتغزلَ من فَرَجٍ مصباحَكْ..
واصلْ نبضَكَ
واصنعْ فُلكَكَ في عينيكَ
وأطلقْ قلبَكَ
واحلمْ واحلمْ
لا تكبحْ في الحلمِ جِماحَكْ..
ياسر الأطرش