خريطة تركيّة للعالم تنسف عدداً من الحقائق الجغرافيّة والتّاريخيّة

وبيّن التّقرير أنّ الصّدمةَ الكبرى الّتي فجّرتها تلك الخريطةُ المرسومةُ على جلد غزال ليست في أنّها وَثَّقَتْ القارّةَ القطبيّةَ الجنوبيّةَ للمرّة الأولى، لكنْ في كونها أظهرتها من دون أيّ غطاء جليديّ، وصوّرت النّاسَ فيها عراةً يسيرون على أرض عاديّة ليس عليها جليد.

وتضمّنت الخريطةُ – حسب تقرير الموقع – رَسْمَاً دقيقاً لخطوط العرض وخطوط الطّول ذوات الصّلة بقارّة أمريكا الجنوبيّة والقارّة القطبيّة الجنوبيّة (أنتاركتيكا)، استخدم فيه راسمُه الّذي كان يحمل رتبةَ أميرال في البحريّة التّركيّة منهجيّةً في رسم الخرائط لم تظهر في أوروبا إلاّ في القرن السّادس عشر.

ونقل الموقع عن البروفيسور (تشارلز هابغود) شهادته بأنّ التّمثيل الطّبوغرافيّ في الخريطة كان دقيقاً إلى درجةٍ مذهلةٍ، ولم يظهر نظيرٌ له إلّا بعد سنوات طويلة في أوروبا. وأنّه يحمل إشارةً تدلّ على تعرّض الأرض إلى حدثٍ مزلزلٍ، وتُعزّز فرضيّةَ أنّ القارّة الأمريكيّة الجنوبيّة كانت ملتصقة لفترة طويلة مع القارّة القطبيّة، قبل أن تبتعد الأخيرة وتصبح قارّةً متجمّدةً، وتؤكّد ما طرحه عددٌ من العلماء في وقت سابقٍ من أنّ الأوروغواي والأرجنتين مثلاً كانتا جزءاً من (أنتاركتيكا) قبل أن تنفصل عنهما وتبتعد. فالخريطة تُظهر بوضوحٍ الجزءَ الأدنى من القارّة الأمريكيّة الجنوبيّة الّذي كان ملاصقاً للقارّة القطبيّة الجنوبيّة آنذاك.

واختتم الموقعُ تقريرَه بالقول إنّ دهشةَ العلماء ما تزال مستمرّةً حول حقيقةِ ما صوّرته خريطة (بيري ريس) الّتي تمّ تسجيلها عام 1513، والّتي تجزم بأنّ راسمَ تلك الخريطة هو مَن اكتشف فعليّاً أمريكا أمريكا الجنوبيّة وأنتاركتيكا قبل الغرب بعقود طويلة، حتّى يأتي برهانٌ يدحض ذلك.