الرئيسية / شارع الثّقافة / وداعاً أبا الخير.. وداعاً عبد الوهّاب الشّيخ خليل

وداعاً أبا الخير.. وداعاً عبد الوهّاب الشّيخ خليل

لم يكن (لقاءُ الاثنين الثّقافيّ) مطلعَ الشّهرِ التّاسعِ من عام 2008 كغيره..

كان حدثاً استثنائيّاً طافحاً بالحُبّ والأُنْسِ.. وفيه استضفتُ – مُكَرَّمَاً ومُكَرِّمَاً – ابنَ حماة البارّ ونديمَها العَذْبَ عبد الوهّاب الشّيخ خليل..

حِرْتُ يومَها – لغزارة فرحي به – ماذا أقول؟! تماماً كحيرتي – لغزارة حزني – ماذا أقول اليومَ؛ وأنا أتلقّى خبر رحيلِهِ المُوجِع..

 كلُّ لحظةٍ من لحظاتِ حياةِ (أبي الخير) محطّةُ كفاحٍ إنسانيٍّ شاقٍّ.. ابتداءً بعبد الوهّاب المولود عام 1926 والطّالب في كُتَّابِ الشّيخ (قتّال التّين) جانب حيّ اليعاقبة.. مروراً بعبد الوهّاب الحَذَّاءِ والحَمّالِ وشاحذِ السّكاكين والجابي والشّرطيِّ والجمركيِّ والكادحِ العصاميِّ الّذي يعمل في كلّ ما يحفظ عزّةَ النّفسِ وشموخ الجبين.. وانتهاءً بعبد الوهّاب الإنسان والمعلّم الّذي لم يقف طموحُهُ عند إحرازِ الشّهادةِ الإعداديّةِ ثمّ الثّانويّةِ ثمّ أهليّةِ التّعليم، بل تجاوز ذلك إلى نَيْلِ الإجازةِ في الحقوقِ وانتزاعِ وسامِ (مكارم الأخلاق) أثمنِ ما يُعَلَّقُ على صَدْرِ رَجُل..

وداعاً أبا الخير..

وداعاً أيّها القائل:

حماة وأنتِ في قلبي دماءٌ            أيحيا القلبُ لو فَقَدَ الدّماءَ؟

وحَسْبُكَ أنّكَ كنتَ ذا وَجْهٍ واحدٍ لم تلوّثه بِجُوخِ أحدٍ – قولةَ النّاقد الحصيف أ.د. سعد الدّين كليب – ..

آه ما أقسى رحيلك، وما أقسى أن تبعثرنا الأيّام فلا نحظى ولو بِحمْلِ نعشك إلى مثواه الأخير!

 

 

عن Mr.admin

شاهد أيضاً

نتابع لاحقاً..

النّاس جميعاً، وأنا واحدٌ منهم، احتفلوا بقدومِ عامٍ جديدٍ، كلٌّ على طريقتِهِ، مستبشرينَ راجينَ أنْ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *