الرئيسية / لنا كلمة / رسالة إلى السّيّد المسيح رسول المحبّة

رسالة إلى السّيّد المسيح رسول المحبّة

سيّدي المسيح.. رسولَ المحبّةِ والإنسانيّة..
سلامٌ عليك وعلى حوارييّك ورعاياك في كلّ زمانٍ ومكان.. وعلى أمّك مريم العذراء.. وعلى كلّ القِدّيسين والمعذّبين المظلومين 
والشّهداء..
اعذرني إنْ لم أستطعْ تهنئتَكَ بالفصحِ المجيدِ هذه السّنة؛ فإنّ دمعةَ طفلٍ سوريّ واحدةً تتلاشى أمامها كلُّ الكلمات، وتذوي كلُّ العبارات..
وهل لأيّ كلامٍ.. بل؛ هل لأيّ جرحٍ معنى بعد أن غمرت الدّنيا أنهارُ الدّم السّوريّ النّازفِ المتدفّقِ على ناصيةِ كلّ قلب..؟!
لم أعدْ – يا سيّدي – أخشى الصّلبَ وأنا الّذي أُقْتَلُ وأُذْبَحُ وأُصلبُ آلافَ المرّات كلّ يوم…. لكنْ قُلْ لي أرجوك: أليس من حقّي النّجاةَ من الاعتقالِ والاختطافِ وأنا في الطّريقِ إلى الجلجلة..؟!
ألا يحقّ لي الوصول بالسّلامةِ إليها دون أن تُلْقى عليّ – خبطَ عشواء – قذيفةٌ حمقاء تجعل منّي بقايا أشلاءٍ متناثرة ومِزَق لحمٍ طاهرٍ مظلومٍ بريءٍ متطاير؟!
ألا يحقّ لي توديع أمّي الطّاهرة البتول قبل أن أُسَاقَ إلى حتفِي قربانَ فداءٍ على مذبحِ الخلاص؟!
ألا يحقّ لي الحُلُم بالصّلبِ على صليبٍ غير مفخّخ..؟
أليس من حقّي التّمنّي بأنْ أُحاكم ولو شكليّاً قبل أن يُصدِرَ العالمُ كلُّه حُكمَ الإعدام غيابيّاً عليّ؛ كي أُقْنِع نفسّي بضرورة احترام ذلك الحكم الصّادر الجائر.. ؟!
ألا يكفي كلُّ يومٍ بسنةٍ لتقوم قيامتُنا بعد ثلاث سنين وهي الّتي قامت لك بعد ثلاثة أيّام كما كان يحدّثني الأب الشّهيد فرانسيس فاندرلخت كلّما زار بيتي بصحبة أخي و صديقي إلياس البودي حماه الله..؟
باسمي وباسمِ كلّ أصدقاء دربِ الآلامِ الطّويل..
شكراً لك وأنت الّذي افتديتَ ملايين البشرِ منذ أكثر من ألفي سنة.. وننتظر منك كلّ عبارات الشّكرِ ونظراتِ الرّحمة ونحن الّذين نفتدي مليارات البشر هذه الأيّام…
– المُحبّ: محمّد عارف قسّوم –

  • كُتِبَتْ ونُشِرَت مطلع سنة 2014

عن Mr.admin

شاهد أيضاً

نتابع لاحقاً..

النّاس جميعاً، وأنا واحدٌ منهم، احتفلوا بقدومِ عامٍ جديدٍ، كلٌّ على طريقتِهِ، مستبشرينَ راجينَ أنْ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *