ملتقى خطوة خطوة
حننْــتَ إلى ريّـَا ونفسُــــــــكَ باعـدتْ
مزارَكَ من ريَّــا وشَـــــــــعْباكمـا مَعَـا
فما حَســـَنٌ أنْ تَأْتِيَ الأمـــرَ طائِعــــاً
وتَجْــزَعَ أنْ داعي الصَّبابَـةِ أَسْـــمَعا
كأنَّــكَ لم تَشْــــــهَدْ وداعَ مُفــــــارِقٍ
ولم تَرَ شَـــــعْبَيْ صاحِبَيْــنِ تَقَطَّعــــا
بَكَتْ عَينُكَ اليُسْــــرى فلمّـا زَجَرْتَهــا
عَنِ الجَهــلِ بعدَ الحِلْمِ أَسْـــبَلَتا مَعـا
ولمْ أَرَ مِثـــــلَ العامِرِيَّــــــةِ قَبْلَهــــــا
ولا بعدَهــــــا يـــومَ ارْتَحَلْنـــا مُوَدِّعــا
تُريكَ غَداةَ البَيْنِ مُقْلَـــةَ شـــــــــادِنٍ
وجيـــدَ غَــــــزالٍ في القَلائِــدِ أَتْلَعـــا
ألا يا غُرابَـــيْ بيتِهـــــــــــا لا تَرَفَّعـــا
وطِيرا جَميعـــاً بالهَوى وقَعـــا مَعـــــا
قِفـــــا وَدِّعا نَجْداً ومَنْ حَــلَّ بالحِمى
وقَـــلَّ لِنَجْــــدٍ عندنــــا أنْ يُوَدَّعـــــــا
بنَفْسـي تِلْكَ الأرضُ ما أَطْيَـبَ الرُّبى
وما أَحْســـنَ المُصْطــــافَ والمُتَرَبَّعــا
وأَذْكُرُ أيّــــــــامَ الحِمــــــى ثمَّ أَنْثَني
على كَبِدي مِن خَشْـــــيَةٍ أنْ تَصَدَّعا
فَلَيْسَـتْ عَشِــــــيَّاتُ الحِمى بِرَواجِعٍ
عليكَ ولكـــنْ خَـلِّ عَيْنَيْـكَ تَدْمَعـــــــا
أَمـا وجَــــــــــــــلالِ اللهِ لو تَذْكُرِينَني
كَذِكْرِيكِ ما كَفَفْــتُ للعيـــنِ أَدْمُعـــــا
فقالتْ بلى واللهِ ذِكْـــــــراً لو انَّـــــــهُ
يصَبُّ على الصَّخْــــرِ الأَصَمِّ تَصَدَّعـــا
سَلامٌ على الدّنيا فمـا هِيَ راحَـــــةٌ
إذا لم يَكُنْ شَـمْلي وشَـــمْلُكُمُ معـا
ولا مَرْحَباً بالرَّبْعِ لســــــــتُمْ حُلولَـــهُ
ولو كانَ مُخْضَــــلَّ الجَوانِبِ مُمْرِعـــا
كأَنّــــا خُلِقْنــا للنَّــــوى وكأنّمـــــــــا
حَـــــــرامٌ على الأَيّـــامِ أن نَتَجَمَّعـــا
- الصِّمّة القشيريّ
