جَفَّ الفراتُ وشـــاب النّخلُ وانطفأتْ
أرضٌ كما الحلـم كنّـا قبــلُ نســكنُها
أنعـى حدائقَهـــا، إمّـا مــررتَ بهـــــا
حَيَّتـكَ بالتيــــن والزّيتـــون أغصنُـهـا
أنعى مآذنَها الشّـــــمّاءَ إنْ صـدحت
تَشَــــــهَّـدَ النّاسُ عاصيهــا ومؤمنُها
ماتت لغــاتٌ ومات النّاطقـــــون بهــا
وظلّ ينطـــــق بالفصحـــى مؤذّنُـهـا
ماتت بطعنـــــةِ مجهوليــــــن نازفـةً
والبعض مازال بعد المـــوت يطعنُهــا
ولانعــــاةٌ يذيعـــــون الوفـــــــــاةَ ولا
نوائــــــحٌ أبَّنَتهــــــــــــــا أوتؤبِّنُهـــــا
لو مات منّا امــرؤٌ في الأرض ندفنُــه
لو ماتت الأرضُ قُلْ لي أين ندفنُهــا؟