شعر..

شعر

………………………………………

الشعر تِفل الذاكرة
مركِّد بكعب الروحْ:
تقيل
وقليل
وطعمتو مُرَّة
بقلبو في ريحة هالْ
صارت عَ أخر روحْ
صُبِّي 
 قبل ما تروح بالمرَّة

***

هَيدا الصَبي

……………………………………..

هَيدا الصَبي جهلانْ 
 والشَيطنِة بدمُّو

أزعَر….
والمسبَاتْ 
 خلقتْ على تمُّو

أنجأ يفكّ الخطْ 
 وبيغلَط بإسمو

ومنشان يكتب شعرْ 
 بيسرق حكي أمُّو

***

غربال
 ………………….

عَ البَالْ 
عَمّ يمرُق حَدَا عَ البَالْ
يسلِّم علينا ومِن قَبل مَا يفلْ
يِسأل سُؤال:
هَـ الذاكرَة كَانِت مَرَا ورجَّالْ
شو صَار ت َصَارِتْ مَرَا عَ الحِلّ؟
…..
غربَالْ 
في عندو الوَقت غرباَلْ
خصُوصِي اذا بيملْ
 بيهزّ غربالو يَمِين شمَالْ

بتصير هيِّي تكتَر بهل بَالْ
 وهوِّي بيصيرِ يْقلْ

***

غناني النعس 
………………………
صار الولد نعسانْ
غنُّوا إلو حكايِة
غْنَانِي النَعَسْ بتقول
بُكرَا الفرحْ جاييْ
فِكْرِ الولدْ مشغولْ
يمكن عَ حلوايِة
قعدتْ بعين الشمس
 وضاعتْ بالحكايِة

فتّشتْ ألف كتابْ
آيِة ورا آيِة
تاري بْحرفْ مجهول
إنتي مخبَّايِة
……..
نام الولد عَ السكتْ
تَ يحلم بجنِّة
وكَحَّلْ جفون الوقتْ
أخضر على بنِّي
صار الشجر فرحانْ
واقف عم يغنِّي
والأرضْ عم بتدورْ
 والناس ويننِّي؟

فاق الولدْ بكِّير
وقامْ وسألْ عنِّي
وملَّسْ عَ شعري وراحْ
شو عَرَّفو إنِّي
مبارح أنا وعمْ نام
 منامي وَقَعْ منِّي؟!

***

اعتراف
………………….
 كَانُوا البَشَر متل الشجرْ
واقفين بالغاباتْ
لا ريح بتجبْلُن خبرْ 
ولا عندُن حكاياتْ
لا بيسمعوا ضربة حجر
ولا بيقشعوا مناماتْ
وحدن ….
على كتر الضجرْ
بتفكرُنْ أموات….. 
…..
– شو عملت تَ صاروا بَشَرْ؟
  – طعّمتُنْ مسبَّاتْ….

***

وزن
 ………………

الشعر ما عندو وزن
غير الحزن
هيك الفرح قلّيْ…
وطَلَّعِ بِحالو وقالْ:
 لكْ …. يِقطعِ القلهْ

***

كتوب القصيده

……………………………….

كتوبِ القصيدِه
وكبّها
 مَا تحبّها

خلّي الكلامِ بِعبّها

وشيلْ وجَّكْ من جحيم خيالها
ولمَّا تسبَّك ……
 سبّها

وكمِّل طريقَكْ
ما تضل قبالها
كرمالها
تَ تصير تعرف تتكِل عَ حالها
 وما تتكِل عَ ربّها

***

نَحت 

…………………
هَيدِي مَرَا من ترَابْ
عَمْ تنحَتْ عتمْ 
ورجَال سُمر 
 بيُولَعوا متلِ الفَحمْ

جَمرَة وجَمرَة بتحرقُن 
بتعرقن 
 تَ تشيل آخر آه من آخر حِلمْ

ولمَّا الوَقت 
 يفلُش رمادو عَ التخت:

بتمد إيدا عَ مَجَامِر بَاَلهَا 
بتطفِي أسَامِي رجَالهَا 
 وبتنامْ ….. هِيِّي وحَالهَا

***

جُوع عّتيق
……………………
الشَمس صَاج الصبحْ
وفي شَخص قَاعِد فَوق
عَمّ يخبُز قمَارْ
حتَّى بحيَاتو مَا يجُوع الليلْ
ويقُوم يَاكُل بالغَلَط  شي نهارْ

***

طَرَب 
…………………
لَمَّا القَتِيل تفركَش بعمرُو الطَوِيلْ
وقال: آهْ 
وضحكِة القَاتِل وَرَاهْ
مِن كِتِر مَ بَيَّن حلُو صَوت القَتِيلْ 
 صَاح القَبر: اللهْ 

***

واحَد شهيد

……………………….

كل ما طلِع عَ بالنا (وَاحد شَهِيد)
منقول: الله يرحمو… والمَوت عِز
و (هُوِّي) مَا عَباَلُو حَدَا… وَاقِف بعيد
 عَم ينفُخ بسيجَارتو ويقول: (طززز)

***

أسَامِي 
 ………………

بالأصل 
ماَ فِي ناس إسمُن ناس 
بالأصل 
 كل الناس إسمُن: (أهلْ)

والمَوت.. كيف مَ كان شكل المَوتْ  
 إسمُو: (جَريمة قَتلْ)

والضحك مَا إسمُو ضحك 
 إسمو: (بِكِي عَ مَهلْ)

وبالعَين
 دمع العَين إسمو: (كِحِلْ)

وبالسَهِل 
ما في حدا إسمو الصَدَى 
 إسم الصَدَى بالسَهل: (صَوت السَهلْ)

ومِين قَال إنُّو الحُب إسمُو حُب؟
إسمُو: (مَشِي ع َالَحبلْ)

***

أصل الحكايِة

…………………………………

أصل الحكايِة: مَرَا
وأصل الشعر: رِجَّالْ
( محتالْ..
وزعوري ومش مربَّى)
ضحكِت إلُو … حَبَّا
ولمَّا قالتلو:
 الضحك آخرتو بكي 
تخبَّى..
وصَارْ يِضحَكِ بْعُبَّا

***

بخُّور
……………
وجِّكْ..
عَلَّق شجرْ أخضرْ عَلَى بَوابي..
 صرِت غَابِة

من كتر مَ وقدتي جمر ب البال
 بخُّور صَارِت رِيحة تيَابِي

***

سَمِّي يا إمِّي

…………………………….

سَمِّي 
يا 
إمِّي 
واندبي الحظ القليلْ 
إبنك لِفِي من المعركة قاتل/ قتيلْ 
إبنك مَلَك 
سَيفو تَنَك 
 حصانو بحياتو ما تعرَّف عَ الصهيلْ

بيُّو قبل ما يموتْ 
ورّتو تابوتْ..

***

مزاج 
……………….
شَمس السَمَا بالأصل مُش عَين السَمَا
 شَمس السَمَا بالكَاد….

 تطلِيعَةْ

وعَتمِ السَمَا مَنُّو عَمَى
مَرَّات
بتحِب السَمَا
 تشوف الدِنِي من بَين صَابِيعَا

***

مَرَا مِن مَيْ 

……………………………….

وَحدُو الشِعِر 
عندُو مَرَا مِن مَيْ 
حلوِة
مخبَّى تَحِت فُسّتّانَا 
النَبع لِ 
 بيجعَلْ كِلْ مَيت حَيْ  

***

تربية

 ……………..

حِكّيِت مَعِي هَـ الأرض مرَّة ب الومَا 
وسبِّت وقالت: شد إجريك…العمَا
إبني إنت.. شو باك خَايف يا صَبي؟!
 مَعقُول إبني يخاَف من شَقفِة سَمَا ؟ 

***

مَوتِة فّقِير
………………..
تَابُوتهُن غَالِي
وكل مَ خَطَر مَوتُن عَلَى بَالِي
بفكِّر بِ نَاس كتير عَم يبكُوا
وعَجقِة صلَا 
وصْوَات عَ العَالِي
….
بزهق
بقعُد خَانِق خيَالِي
 وبحس حَابب مُوت لَ حَالي

…………………..

بيبقَى عَ بالي كتير إشيا طالعَه بذات الوقت 
متل الحكي بعز السكتْ
متل الشمس 
جايي ع بالا الفَيْ 
متل ل بيموت مفتِّح عيونو شويْ 
متل الفَرَحْ 
لمَّا انجرَحْ 
 تعلَّمْ دروس الحزن كَرْجة مَيْ

***

وعد 
…………………..
قلِّي المَشي:
ما تغشْ حالَك يا رفيقْ
ولّع اللغّة منيح وحروق الطريقْ
انبقْيِتِ الدَعسِه معلّمِه بعد الحريقْ
 بينزَلْ عليك الشعر من فج وعميقْ 

***

طلوع الضوْ

………………………………

وجِّك
طلوع الضوْ
كانت عم تشتِّي الدني
 وفجأة بيروق الجوْ

وجِّك
– إذا ضحكتِي –
بيقول الضحك: نيَّالي ….
 ضلِّي ضحَكِي عَ طول كرمالي

***

ضبّوا الحكّي

………………………………….

ضبّوا الحكّي ما في حدا مهتمْ
كلّ الحكي بالأصل غيمة صيفْ 
الشعر عمرو ما انتصرْ ع الدمْ 
 والدمْ عمرو ما انتصر عالسيفْ

***

قصيدة البيت 
………………….
بالبَيتْ 
أوضَة مسكَّرَة/ عَ العتم والحيطانْ 
وعَ الحيطْ 
صُورَة معلَّقَة/ بتلبَق لَ مِين مَ كانْ 
وبالسَقِفْ 
مروحة الزَهَق/ عَم تشحَط الدبَّانْ 
وعَ التَخت 
مش نايم حَدَا/ بس التَخت نعسانْ 
والبنتْ 
عَمِ تْحَكِّي الصَبي/ تَ يبطِّل الدخَّانْ 

والأرضْ 
عَم بتدورْ 
والوَقتْ
 مش مجبورْ/ يخبِّر حَدا وَين كانْ

___________________________________________________

  • هشام أبو خزام    

 

عن Mr.admin

شاهد أيضاً

الجاحظ وكتبه.. قصّة قصيرة

 إبراهيم أحمد بعد أن انتشر في المدينة خبرُ سقوط الكتب على الجاحظ وملازمته الفراش، قلقنا عليه كثيراً، وجدتني مع خمسة من النّسّاخين والورّاقين نزوره عصراً، في بيته البسيط المبنيّ من الحجر والطّين في ضاحية من البصرة، قريباً من شطّ العرب. كان من حسن حظي أنّني استطعت أن أجلس بجانبه في بيته البسيط الّذي ليس فيه من أثاث سوى فرش بسيطة رثّة ممدودة على الأرض، ومنضدة خشبيّة حائلة اللّون عليها إبريق ماء، وكؤوس صغيرة من الفخّار! كان بثياب بيض فضفاضة،وعمامة بيضاء مذهّبة نظيفة،وقد بانت من تحتها شعيرات شائبة، أنارت وجهه الدّاكن الأقرب للسواد، كان قد قارب المائة عام، استهلك خلالها اثني عشر خليفة عباسيّاً، كلّهم ماتوا ونسوا،بينما بقي هو الكاتب المعلّى!  كلّ من معي كان يقول: ـ  حمداً لله على سلامتك. أحدهم قال: ـ هذه الكتب الجاحدة؛ سقطت عليك وأنت صانعها! ابتسم الجاحظ  قائلاً: ـ  لا، هذه الكتب الورقيّة سقطت عليّ، ولم تؤذني، ما سقط عليّ وآذني كتب أخرى! وسط دهشتنا جميعاً، قلتُ: ـ كيف؟ لم أفهم يا سيّدي! ـ الكتب الّتي في داخلي هي الّتي سقطت فوق رأسي! دهشت ،أكثر، بقيت أتطلّع إلى وجهه الّذي يقولون إنّه دميم؛ بينما أنا أراه من أكثر وجوه النّاس لطفاً وبشاشةً؛أريد منه أن يقول المزيد، فحديثه متعة للقلب حتّى لو كان حزيناً! رفع صوته ليسمع الآخرين معي: …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *