في 5 مارس الجاري كتبت ريم البنّا:
“بالأمس كنتُ أحاولُ تخفيفَ وطأةَ هذه المعاناةِ القاسيةِ على أولادي، فكان عليَّ أنْ أخترعَ سيناريو لهم.. قلتُ: لا تخافوا؛ هذا الجسدُ كقميصٍ رثٍّ لا يدوم.. حين أخلعُه سأهرب خلسةً من بين الورد المسجّى في الصّندوق، وأترك الجنازةَ وخراريفَ العزاء، بعيداً عن الطّبخِ وأوجاعِ المفاصلِ والزّكامِ ومراقبة الأخرياتِ الدّاخلاتِ والرّوائحِ المحتقنة..
سأجري كغزالةٍ إلى بيتي، سأطهو وجبةَ عشاءٍ طيّبة، سأُرتّب البيتَ وأُشعل الشّموعَ، وانتظرُ عودتَكم في الشّرفة كالعادة..
أجلس مع فنجان المريميّة، أرقب مرج ابن عامر، وأقول هذه الحياة جميلة.. والموت كالتاريخ فصل مزيّف..”.
اليوم وبعد أقلّ من عشرين يوماً على كتابتها هذه السّطور؛ ريم البنّا تودّع أحبابَها وترحل…