حسن عامر
(هذه ربابتي وهكذا أغنّي):
من طيــــنِ قريتِنـا ومـن أحجــارِهــا
ممّـا أبــاحَ اللّيــــلُ من أســـــرارِهـا
من شـــــالِ ســــيِّدةٍ هناكَ فقيــرةٍ
نامتْ عيـــونُ النّهــرِ مِــلءَ جِرَارِهـا
وَلَــــداً أتيــتُ مُعَمَّــــداً بقصيــدتـي
وفمـي نبـيٌّ خـــارجٌ مِــنْ غـارِهـــا
أشـــــدو، فيمتـــدُّ الرّبيـــعُ محبَّــةً
وتَشُــــبُّ أرضُ اللهِ عن أســـوارِها
في كحــلِ كلِّ صبيِّةٍ أغفـــو، وفي
ليـلِ الحنيـنِ أذوبُ تحـتَ جِدَارِهــا
وأسيلُ من عرقِ الجباهِ السُّــمْرِ..
أكتبُ للســـماءِ عن ابتداءِ نهارِهـا
أَنْدَسُّ في الأشياءِ، أوقِظُها،وأُشْـــ
عِلُ بالسؤالِ الصَّعْبِ دهشةَ نَارِهـا
منذُ اســــتراحَ على أريكتِهِ النّـدى
والرّيشةُ ارْتَعَشَــــتْ على أوْتَارِهـا
وأنا أرطِّــبُ بالســـــحابةِ صرختـي
مُسْـــتَغْفِـراً للأرضِ عـن أوزارهــــا
قلبي؛ كـأنَّ غـــــــزالةً بَريَّــــــــــةً
سَــــــرَقَتْهُ عشــباً ليِّنـاً لصغارهـا
وخطــايَ أغنيـــةٌ علـــى إيقاعِهـا
تســعى خطىً بيضاءُ نحوَ ديارِهـا
***