الرئيسية / على ناصية قلب (نصوص وكتابات) / قصّص قصيرة جدّاً – سهام العبّوديّ

قصّص قصيرة جدّاً – سهام العبّوديّ

مرثيَّة
كانوا يسحبون القصيدة إلى رأسه فتنكشف قدماه، يجرُّونها إلى قدميه فيتجلَّى رأسه، كبَّروا: هنا رجلٌ لا تكفيه القصائد..!

تمثيلٌ إيمائيّ
ظلَّ منحنياً لوقتٍ طويلٍ في انتظار التّصفيق؛ قبل أن تضيء الصّالةُ على جمهور من العميان..!

تضحية
يقطع الحطَّاب علاقة الشّجرة بالأرض، بهذه الطّريقة القاسية للانفصال، وبهذين الألمين – الفراق، والضّربة الحادَّة المسدَّدة للفأس – نحصل على مقاعد الاجتماع العائليِّ للعشاء، ونتبادل الحميميَّةَ!

صمتٌ مفوَّه
لقد تبادلا فقرتين كاملتين من الصّمت..
كان ذلك هو أصدق حوارٍ جرى بينهما على الإطلاق!

خيبة
حين حلَّ الظّلام ماتت الظّلالُ مصابةً بخيبةِ أملِ كبيرةٍ..
تلاشت – كما لو لم تكن قطّ – كلُّ تلك الظّلال الّتي ظنـَّت – في نهار حياتها الوحيد – أنـَّنا ظلالها!

  • سهام العبّوديّ

عن Mr.admin

شاهد أيضاً

الجاحظ وكتبه.. قصّة قصيرة

 إبراهيم أحمد بعد أن انتشر في المدينة خبرُ سقوط الكتب على الجاحظ وملازمته الفراش، قلقنا عليه كثيراً، وجدتني مع خمسة من النّسّاخين والورّاقين نزوره عصراً، في بيته البسيط المبنيّ من الحجر والطّين في ضاحية من البصرة، قريباً من شطّ العرب. كان من حسن حظي أنّني استطعت أن أجلس بجانبه في بيته البسيط الّذي ليس فيه من أثاث سوى فرش بسيطة رثّة ممدودة على الأرض، ومنضدة خشبيّة حائلة اللّون عليها إبريق ماء، وكؤوس صغيرة من الفخّار! كان بثياب بيض فضفاضة،وعمامة بيضاء مذهّبة نظيفة،وقد بانت من تحتها شعيرات شائبة، أنارت وجهه الدّاكن الأقرب للسواد، كان قد قارب المائة عام، استهلك خلالها اثني عشر خليفة عباسيّاً، كلّهم ماتوا ونسوا،بينما بقي هو الكاتب المعلّى!  كلّ من معي كان يقول: ـ  حمداً لله على سلامتك. أحدهم قال: ـ هذه الكتب الجاحدة؛ سقطت عليك وأنت صانعها! ابتسم الجاحظ  قائلاً: ـ  لا، هذه الكتب الورقيّة سقطت عليّ، ولم تؤذني، ما سقط عليّ وآذني كتب أخرى! وسط دهشتنا جميعاً، قلتُ: ـ كيف؟ لم أفهم يا سيّدي! ـ الكتب الّتي في داخلي هي الّتي سقطت فوق رأسي! دهشت ،أكثر، بقيت أتطلّع إلى وجهه الّذي يقولون إنّه دميم؛ بينما أنا أراه من أكثر وجوه النّاس لطفاً وبشاشةً؛أريد منه أن يقول المزيد، فحديثه متعة للقلب حتّى لو كان حزيناً! رفع صوته ليسمع الآخرين معي: …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *