قطوف دانية..

لم يكن ما قدّمه المحاضر أحمد جوّاش في لقاء خطوة يوم السّبت 6/ 10/ 2018 سوى حلقة من سلسلةِ أبحاثٍ محكمة تتناول واقعَ الأمّة الإسلاميّة ماضياً وحاضراً، وتستشرف برؤيةٍ هادئةٍ رصينةٍ آفاقَ مستقبلها..

والمحاضرةُ بما ضمّته من أفكارٍ هامّةٍ متنوّعةٍ دعوةٌ صريحةٌ لتصحيحِ توصيفِ بعضِ الوقائعِ التّاريخيّةِ وإزالةِ ما لحق بها من تزوير، فمنذ بدايتها جزم المحاضر بأنّ أغلبَ فصول التّاريخ قد كتبت بأقلام غير محايدة، منوّهاً بأهمّيّةِ مراجعةِ موروث الأمّة الثّقافيّ وإعادة قراءة تاريخها من جديدٍ ببصيرةٍ واعيةٍ، معتقداً أنّ ذلك لا يؤجّج ناراً كامنة – كما يرى بعض الباحثين –  بل يعكس رغبةً حقيقيّة بحياةٍ أكثر نقاءً وبمجتمعٍ واضحِ العلاقاتِ متينِ الأواصر..

ورأى المحاضرُ في معرض استشهادِه بعددٍ من الأحداث التّاريخيّة الّتي تحتاج إلى إعادة محاكمة أنّ اعتبارَ حادثة اغتيال الخليفة الرّاشديّ عمر بن الخطّاب – مثلاً – جريمةً جنائيّةً استهدفت فرداً بعينه خطأٌ جسيمٌ فادحٌ بالنظر إلى تداعياتها الخطيرة على مجموع أبناء الأمّة، والصّحيحُ توصيفُها بـ (الجريمة السّياسيّة).. متوقّفاً عند ملابسات عددٍ من الأحداث التّاريخيّة الّتي كان لها تأثيرُها السّلبيّ الكبير على أبناء الأمّة جميعاً، وشارحاً أسبابَ ما اكتنفها من لبس وغموض.. داعياً في ختام محاضرته إلى الاستفادة من التّجارب التّاريخيّة السّابقة والبحث عن (كلمة سواء) تجمع شرفاء الأمّة الإسلاميّة على تنوّع مذاهبهم ومشاربهم، وتوحّد كلمتهم، وتمكّنهم من تجاوز ما هم فيه من ضعفٍ وفرقة وتمزّق..