ملتقى خطوة خطوة
أقيم يومَ أمس السّبت في مركز الحسين الثقافيّ بأمانة عمّان الكبرى حفلَ توقيعِ رواية “خُلِقَ إنساناً” للأديبة الأردنيّة عنان محروس..
وقد استُهلّ الحفلُ بكلمةٍ للروائيِّ الدّكتور فادي المواج الخضير ذكر فيها أنّ (آدم) الطّفل والكائن الطّينيّ الّذي عاش فترةً من حياته في بيتٍ يشبه أنْ يكونَ خرابةً ظلّ يظّن نفسَه ابناً لـ (بهية) وأخاً لـ (سلمى)، حتّى صدمته سلمى بالحقيقة عندما كان يتمنّع وهي تراوده عن نفسه: (لستَ أخي.. أنتَ لقيط.. ضحيّةٌ مثلي.. وَجَدَتْكَ بهيّة طفلاً في مكان ما…..)….
وفي معرض مقارنته بين (الآدمَين) أشار الأديب طه الهباهبة في كلمته الّـي ألقاها إلى أنّ آدم عليه السّلام كما تنقل الرّوايات عندما هبط إلى الأرض أخذ يبحث عن زوجته حوّاء، فلمّا رأته قادماً جلستْ، فقال لها: تعبتُ وأنا أبحث عنك، فأجابته: أمّا أنا فلم أغادر هذا المكان.. ومن يومها آدم وذرّيته يبحثون عن حوّاء وبناتها.. كذلك آدم في رواية عنان بدا بطلاً ينتمي لطبقة المضلَّلين المسحوقين..
وقدّم القاصّ والرّوائيّ سامر المعاني إضاءةً حول الرّواية قال فيها:
إنّ تنوّع ثقافة الرّوائيّ مهمّة جدّاً، ونحن في الألفيّة الثّالثة حيث الكثير من التّأثيرات الخارجيّة تسيطر على كثير من مفاصل حياتنا، فها هي الكاتبة محروس تستخدم – متأثِّرةً – المفرداتِ الأجنبيّةَ والعلميّةَ، وخاصّة في المرض الّذي ألمّ باحدى شخصيّاتها المؤثّرة في الرّواية.
كذلك قدّم الدّكتور علاء الغرايبة قراءةً نقديّةً توقّف فيها عند الأبعاد الإنسانيّة والاجتماعيّة والنّفسيّة الّتي تطرّقت لها الرّواية، بدءاً من قاع المجتمع وما تعانيه الطّفولة….؛ قائلاً:
الملامح لوحوش مفترسة تنتظر الانقضاض على فريستها.. إنّهم مشغولون بالعمل (تشرّدا و تسوّلاً)، وربّما علت سطوة الحزام الجلديّ المخصّص للضرب تلالَ أجسادهم ساعةَ هم يخطئون.
كلّ مَنْ في البيت لا يجمعهم جامع، حتّى ربّة البيت (أمّهم المزعومة) تكوّنت من جينات مختلّة عن كلّ نساء الحيّ، فهي الأقسى والأشرس، والجميع بما فيهم الأب يخاف بطشِها، لا تؤمن بشرعيّة (الجوع كافر) فكلّ من يخالف القوانينِ بما في ذلك التّمرّد على وجبةِ طعامٍ واحدةٍ يكون مصيره التّعذيب.
ثمّ قامت الأديبة محروس بتوقيع روايتها وسط تقدير الحضور وحفاوتهم.
#خطوة_متابعات
