الرئيسية / على ناصية قلب (نصوص وكتابات) / أيّها المسلمون انتبهوا..

أيّها المسلمون انتبهوا..

                   محمّد شملول

1- آيات العبادات في القرآن الكريم فقط 110 آيات فقط من إجمالي 6236 آية، وآيات العبادات – والعبادات بوجه العموم – تقصد إلى تزكية النّفس وتحسينها وترقيتها ليكون ثمرة ذلك الإصلاح وعمل الصالحات، فالله سبحانه و تعالى غنيٌّ عن العالمين.. 

2- آيات المعاملات والعمل والنّظر في الكون والتّفكّر والتّدبّر والإحسان واستخدام العقل وإعمار الأرض …..6126 آية؛ أي بنسبة حوالي 98.5 بالمائة.. 
3- مشكلة المسلمين في العصر الحالي هي الاهتمام بنسبة الواحد ونصف بالمائة من القرآن الكريم، وبتفصيل التّفاصيل والأشياء المحتملة أو حتّى غير المحتملة في العبادة، وأسئلة كثيرة متعلٌّقة بها لا تنتهي..
4- وفي الوقت نفسه عدم الاهتمام بنسبة 98.5 بالمائة من القرآن الكريم، والخاصّة بتطبيق آيات المعاملات والتّفكّر في خلق السّموات والأرض واكتشاف العلاقات والقوانين في الكون، والّتي منها يمكن الاختراع واكتشاف القوانين وتنفيذ أجهزة أو آلات تسعد النّاس في حياتهم وتيسّر لهم معيشتهم، واتّخاذ كافّة السّبل للعلم والمعرفة والتّطوير، وهو ما ينادي به القرآن الكريم في أوّل كلمة قرآنيّة نزلت (اقرأ)..
متى نعطي لآيات المعاملات والعمل والسّلوك والتّفكّر والعلم والأخلاق حقّها في التّطبيق لنكون خير أمّة أخرجت للناس..؟!

قال تعالى { كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} [11: آل عمران]، حيث جاء الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر، أي العمل والإصلاح في مقدّمة الخيريّة.

والله الموفّق

عن Mr.admin

شاهد أيضاً

الجاحظ وكتبه.. قصّة قصيرة

 إبراهيم أحمد بعد أن انتشر في المدينة خبرُ سقوط الكتب على الجاحظ وملازمته الفراش، قلقنا عليه كثيراً، وجدتني مع خمسة من النّسّاخين والورّاقين نزوره عصراً، في بيته البسيط المبنيّ من الحجر والطّين في ضاحية من البصرة، قريباً من شطّ العرب. كان من حسن حظي أنّني استطعت أن أجلس بجانبه في بيته البسيط الّذي ليس فيه من أثاث سوى فرش بسيطة رثّة ممدودة على الأرض، ومنضدة خشبيّة حائلة اللّون عليها إبريق ماء، وكؤوس صغيرة من الفخّار! كان بثياب بيض فضفاضة،وعمامة بيضاء مذهّبة نظيفة،وقد بانت من تحتها شعيرات شائبة، أنارت وجهه الدّاكن الأقرب للسواد، كان قد قارب المائة عام، استهلك خلالها اثني عشر خليفة عباسيّاً، كلّهم ماتوا ونسوا،بينما بقي هو الكاتب المعلّى!  كلّ من معي كان يقول: ـ  حمداً لله على سلامتك. أحدهم قال: ـ هذه الكتب الجاحدة؛ سقطت عليك وأنت صانعها! ابتسم الجاحظ  قائلاً: ـ  لا، هذه الكتب الورقيّة سقطت عليّ، ولم تؤذني، ما سقط عليّ وآذني كتب أخرى! وسط دهشتنا جميعاً، قلتُ: ـ كيف؟ لم أفهم يا سيّدي! ـ الكتب الّتي في داخلي هي الّتي سقطت فوق رأسي! دهشت ،أكثر، بقيت أتطلّع إلى وجهه الّذي يقولون إنّه دميم؛ بينما أنا أراه من أكثر وجوه النّاس لطفاً وبشاشةً؛أريد منه أن يقول المزيد، فحديثه متعة للقلب حتّى لو كان حزيناً! رفع صوته ليسمع الآخرين معي: …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *