الرئيسية / شارع الثّقافة / لماذا لم تكن هناك عصور وسطى إسلاميّة؟

لماذا لم تكن هناك عصور وسطى إسلاميّة؟

صدر مؤخّراً كتابُ “لماذا لم تكن هناك عصور وسطى إسلاميّة، المواريث الكلاسيكيّة في المشرق” للبروفيسور الألمانيّ Thomas Bauer توماس باور، وهو كتابٌ هامٌّ جديرٌ بالقراءة والتّرجمة إلى العربيّة. 

العنوان الأصليّ للكتاب باللغة الألمانيّة:
Warum es kein islamisches Mittelalter gab
Das Erbe der Antike und der Orient.
Von: Thomas Bauer. 2019

نبذة عن الكتاب:
في كتابه: لمــاذا لم تكن هناك عصور وسطــى إسلاميّة، المواريـث الكلاسيكيّة في المشرق» (2019)، يحاول ٍتوماس باور ـ بحماس شديد ـ نقــض مقولــة العصــور الوسطى في الإســلام أو الحضــارة الإسلاميــة. وهو يقسم الكتاب إلى خمســة فصول؛ 
فــي الفصل الأوّل: 
يذكر المؤلّف ستّة أسباب لعــدم دقّة أو صحّة تعبير: العصور الوسطــى الإسلاميّة. والأسباب هي: غيــاب الدّقــّة والوضــوح، والاستنتاجات المغلوطة وتعمّد الاحتقار، ومحاولــة استبعاد الإسلام، والطّابع الاستعماريّ، وأنّ المصطلح «عصور وسطى» لا مستند له في الواقع.

أمّا في الفصول الأربعة الباقيات فينصرف إلى قراءة الاستمراريّة بين الحضــارة الإسلاميّة والحضــارة الكلاسيكيـّة في شتّى مظاهــر الحياة والحضارة والعمارة والعلوم، من مثل الأمّيّة والكتابة، والحمّامات، وفرص الحياة، وقرميد المنــازل، ومقولــة الخطيئــة الأصليــّة، والاحتفالات، والزّجــاج، والشــّذوذ الجنســيّ، والفردانيّة، ووجــود اليهــود، والنّقود النّحاسيّة، وشعر الغزل، والطّبّ، والعلوم الطّبيعيّة، والورق، والدّين، والجنس، والحيوانات والنّبات، والتّحضّر، والطّرق، والنّكات، والحكم السّائدة، والرّموز والأرقام.

وتختلف المعالجة بعض الشّيء في الفصــل الثّالــث؛ لأنّ المؤلّف ينصرف إلى المسائل الفكريّة مثل: ما معنى الحقبة؟ وكيف جرى تركيب الحقب والعصور؟ وفي شتّى مسائل وقضايــا الفصل تسيطر على المؤلّف فكرة مؤدّاها أنّ التّواصل بين الحضــارة الإسلاميّة والأُخرى الكلاسيكيّة كان سلساً ومنطقيّاً وبنّاءً. 
بينما يغيّر الأوروبيّون المفاهيم الّتي يعدّونها كلاسيكيّة، وينصرفــون إلى اختلاف إلاسلام معها..

أمّا الفصل الرّابع فعنوانه: 
العصــور الكلاسيكيّة المتأخّرة والإسلام: عصر ظهور العلوم الإسلاميّة.
في الفقرة الأولى مــن الفصل يذكر باور البرنامج الدّراسيّ للعلماء المسلمين في وثيقتين من القرنين السّابع عشر والثّامن عشر، وهو بذلك يشير إلى الاستمراريّة والتّجدّد في الوقت نفسه، ثمّ إنّه يستغرب عدّ القرن الحادي عشر الميلادي قرناً مأساويّاً أو فاصلاً حضاريّاً بين الغرب والإسلام. 
ولكي يُثبــت عبثيّة هذا التّقسيم الزّمانيّ؛ فإنــّه يعود إليه في الفصل الخامس والأخير من الكتاب، وهو بعنوان: القرن الحادي عشر بوصفه حدّاً زمنيّاً فاصلاً : الواقــع والمراجعــة الرّؤيويذة. وهو يريد بذلـك أنّ القرن الحادي عشر ما شهد تراجعاً حضاريّاً في عالم الإســلام، ولا كان زمناً راكدا أخيراً في أوروبا..

ًبإيجاز كتاب توماس باور هو نقــض أطروحة العصور الوسطى الإسلاميّة، أو انحطــاط الألف سنة؛ ويعدّ الكتاب الأوّل النّظريّ والنّقديّ في نفي وجود عصور وسطى في تاريخ الإسلام الحضاريّ.
وأيضاً هناك مفهوم غير اعتياديّ عن العصور الوسطى الأروربية، فقد انصبّت جهد المؤرّخين الأوروبيّين فــي النّصف الثّاني من القرن العشرين على تغيّير صورة العصور الوسطى الأوروبيّة؛ فليست هناك مرحلة في تاريخ أوروبا طولها عشرة قرون من الظّلام والانحطاط؛ بل هناك عدّة مراحل من التّطوّر الحضاريّ المتواصل. قارن على سبيل المثال بجــاك لوغوف: هل وُلدت أوروبا في العصــر الوسيط؟ تعريب وتقديم: محمد حنّاوي ويوسف نكادي، الربّاط 2015.

______________________________________________________________________

توماس باور/ ألمانيا
الاسم اللّاتيني: Thomas Bauer
ولد البروفيسور توماس يورغن باور يوم 27 سبتمبر 1961 في نورنبرغ.
زميل في معهد الدّراسات المتقدّمة في برلين، 2006-2007.

أستاذ الدّراسات الإسلاميّة والعربيّة، جامعة مونستر، 2000 إلى الوقت الحاضر

أستاذ مشارك (Oberassistent)، جامعة إيرلانغن، 1997-2000,
باحث مشارك (أستاذ مساعد)، جامعة إيرلانغن، 1991-1997,
باحث مشارك , جامعة هايدلبرغ، (1990- 1991)

التّعليم
دراسات الدّكتوراة، جامعة إيرلانغن، 1987-1990.
برنامج الماجستير في جامعة إيرلانغن، (1980-1987 )
كتب عن اللّغة العربيّة والاسلام .

من مؤلّفاته (باللغة الاصلية):

Das Pflanzenbuch des Abū Ḥanīfa ad-Dīnawarī. Inhalt, Aufbau, Quellen. Wiesbaden: Harrassowitz 1988.

Altarabische Dichtkunst. Eine Untersuchung ihrer Struktur und Entwicklung am Beispiel der Onagerepisode.Teil I: Studie. Teil II: Texte. 2 Bde. Wiesbaden: Harrassowitz 1992.

Liebe und Liebesdichtung in der arabischen Welt des 9. und 10. Jahrhunderts. Eine literatur- und mentalitätsgeschichtliche Studie des arabischen Ġazal. Wiesbaden: Harrassowitz 1998 (Diskurse der Arabistik Bd. 2).

Die Kultur der Ambiguität. Eine andere Geschichte des Islams. Berlin: Verlag der Religionen im Insel Verlag 2011.

وحصل على جائزة لايبنز من DFG. عن كتابه
(Die Kultur der Ambiguität. Eine andere Geschichte des Islams» (2011
والّذي ترجم إلى اللّغة العربيّة عام (2016) تحت عنوان: ثقافة الالتباس: نحو تاريخ أخر للإسلام 

إعداد : خالد وحش 

عن Mr.admin

شاهد أيضاً

“أنشودة وطن” جديد الشاعر السوري محمد عارف قسوم..

بقلم ‌نمير الصالح تحت عنوان “أنشودة وطن” نشر الشاعر السوري محمد عارف قسوم على قناة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *