وحين أموتُ لا أريدُ أنْ يسير النّاسُ خلفي كالظلّ، ينشرون الكذبَ كالشعراء على أبواب الأمراء..
لا أريد أنْ أكفَّنَ، أو أُسجّى، أو أسجنَ في تابوت..
وحدكِ يا حبيبتي خذيني لقرب رابيةٍ، وادفنيني حبّةَ قمحٍ؛ عساني أعود سنبلةً خضراء كعينيكِ، بعيداً عن مواسمِ الحصاد.
في كلّ صباحٍ تُشرقين عَلَيَّ يكبرُ حبُّكِ كالطفلِ كلّ صباح، وكلّما تقدّم بِيَ العمرُ ازدادَ شباباً كوجه الحياة..
وفي زمنٍ ما.. يومَ تقرئين في صحيفةٍ ما خبراً عن شجرةٍ تكبرُ كلَّ يومٍ فوق قبرٍ، سيكون الميتُ أنا، والشّجرة العالية حبّكِ.
نورمان الماغوط