عن عمر يناهز الـ 94 عاماً؛ توفّي أمس السّبت 30 – 6 – 2018 في إستانبول العالم والمؤرّخ التّركيّ الكبير البروفسور د. فؤاد سزكين Fuat Sezgin.
ولد سزكين عام 1924 في ولاية Bitlis شرق تركيّا، وفيها أكمل دراسته الابتدائيّة والثّانويّة، ثمّ تابع في المرحلة الجامعيّة دراسةَ التّاريخِ العربيّ الإسلاميّ فضلاً عن الرّياضيات..
في عام 1954 – وتحت إشراف هلموت ريتر – حصل سزكين على الدّكتوراة بأطروحةٍ عنوانُها “مصادر البخاريّ” تخلُصُ إلى أنّ البخاريّ في مجموع الأحاديث الّتي اعتمدها صحيحُه كان يعتمد على مصادر مكتوبةٍ تعود إلى القرن السّابع الميلاديّ وكذلك على التّواتر الشّفهيّ، وهذا خلاف الاعتقاد الشّائع بين المستشرقين الأوروبيّين، ليصبح بعدها أستاذاً في جامعة إستانبول اعتباراً من العام 1954، ولينصرف منذ وقت مبكّر للاهتمام بمسألة نشر التّاريخ الحقيقيّ للعلوم العربيّة في العصر الذّهبيّ الإسلاميّ وتأثيرها على بلاد الغرب.
يعدّ سزكين واحداً من أهمّ دارسي الحضارة الإسلاميّة، وقد اشتُهِرَ بأنّه كان يتقن 27 لغة إتقاناً بارعاً. وتُعْتَبَرُ حادثةُ سجنِهِ سنة 1960 عقب الانقلاب على عدنان مندريس الأبرزَ بين جميعِ الشّدائدِ الّتي واجهته، والّتي اضطرّ بعد انتهائها للاستقرار في ألمانيا..
في عام 1963 أصدر سزكين المجلّد الأوّل من (تاريخ التّراث العربيّ) ليعقبه بإصدار اثني عشر مجلّداً في علوم العرب الّتي شملت الأدب والطّبّ والكيمياء والجغرافيا..
وفي عام 1978 كان أوّل شخصٍ يحصل على جائزة الملك فيصل للعلوم الإسلاميّة، وتلا ذلك في العام 1979 حصولُه على ميدالية گوته العالميّة.
في عام 1982 – وبجهد كبير منه – تمّ تأسيس (معهد تاريخ العلوم العربيّة والإسلاميّة) في إطار جامعة يوهان ڤولفگانگ گوته في فرانكفورت، وفي العام نفسه منحته ألمانيا وسامَ الاستحقاقِ من الدّرجة الأولى تقديراً لتميّزه العلميّ..
عاد سزكين إلى تركيّا في ظلّ حكومة العدالة والتّنمية Ak Parti، وعاش فيها مُكَرَّمَاً حتّى انتقاله إلى جوار ربّه.