مـَـرَقَ العمــرُ مســـرعاً وأنـــا أرقبُ فيـهِ نجمـــاً بغيــرِ مَــــدارِ
خدعتني في الكونِ عينٌ أرتني محضَ وعدٍ يعودُ محضَ انتظارِ
وكبتْ خمسـونَ ظمــأى بـدربٍ كــلُّ شبــرٍ فيهِ يفيضُ (بَراري)
كنتُ من تَيهِهـــا أَفـــرُّ لنفسي ثمَّ تــاهتْ فصــارَ منّي فِــراري
غيرَ دارٍ مــاذا أُريدُ سِـوى ما بتُّ أَدريـــهِ أنني غيـــــــــرُ دارِ
كــانَ أمـــرٌ ولحظـــةٌ ومكــانُ وإذا بي أَصــوغُ منها اختِباري
بلي الثــــوبُ دهشــةً أنني أكْـســــوهُ جلـــدي وأنّني منــهُ عــــــارِ
ضعتُ وحدي على رصيفِ المحطّـــاتِ وقد ضــاعَ فيّ ألفُ قِطارِ
جنَّتي في الرّمادِ إذْ حسبُ مِثلي من نعيـــمٍ أنْ تنطفي فيَّ نــاري
إنْ تكنْ غَلطتي حياتي – ولو لم أرتكبْها – فإنَّ موتـي اعتِــذاري
لستُ مـــا بينَ ذي وذا وهُمــا حَتْــمٌ وحتفٌ إلّا فمي واضطـراري
ســـرقـــا منّي الزْمانَ ولكــــنْ حَبســاهُ مـــا بينَ قبـري وداري
فحــــرُوفي آلتي تكسْـــرتِ آلريــــحُ عليهــا… غداً تكونُ مَزاري
محمّد حسين آل ياسين