إشبيليا…

أوّل مرّة زرت فيها إشبيليا الأندلسيّة كانت في عام 1968. وما أروعها من مدينة! إنّ كلّ بيوتها القديمة لاتزال موجودة فيها منذ العهد الإسلاميّ، ويا لجمال هذه البيوت! إذا دخلت الغرفَ وجدت أعالي الجدران مزركشةً بالآياتِ القرآنيّة وبالأبياتِ الشّعرية. وإذا خرجت إلى الفناء وجدت بركةَ الماء وأشجارَ الحمضيات والورودَ من كلّ الأنواع. إلّا أنّ ما يلفت في كلّ هذا هو شعورك أنّك في بيتٍ من البيوتِ الدّمشقيّةِ أو الحمصيّةِ أو الحلبيّةِ العريقة.

وقد سألت صاحبي الخبير بهذه المدينة وتاريخها، وقد كان معي، عن هذا الشّعور، فقال: هذا شعور كلّ سوريّ يأتي إلى هذه المدينة، وقال إنّ هذا يعود إلى أنّ معظم سكّان هذه المدينة هم من السّوريّين، ومن أهل حمص الرّائعين تحديداً. وبالفعل عندما أعدت النّظر كرّة وكرّتين في وجوه ساكني هذه البيوت رأيت في وجوههم وجوهَ أهل حمص الجميلة. فابتسمت، وهنا قال لي: هل تعلم أنّ أهل هذه المدينة، إلى هذا الزّمن يتصرّفون في يوم الأربعاء تصرّفاتٍ غريبةً ولكنّها ظريفةٌ ومحبّبةٌ إلى النّفس؟!

لك الله يا بلاد أندلس، لكم الله يا أهل حمص الأبيّة.

د. منذر عيّاشي

عن Mr.admin

شاهد أيضاً

“أنشودة وطن” جديد الشاعر السوري محمد عارف قسوم..

بقلم ‌نمير الصالح تحت عنوان “أنشودة وطن” نشر الشاعر السوري محمد عارف قسوم على قناة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *