يا صاحبَ السّجنِ،
من ظُلميْنِ لمْ أنـَمِ
فلا تفَتـِّشْ وِعاءَ اللَّيلِ
عن حـُلُمِ
ارجـعْ إلى ربـِّكَ – الجـَافـُونَ
شـُـرطَتـُهُ –
واسـألْهُ: ما بالُهُم
قد أولغوا بدمي؟!
هم أسلموني لِقَعْـرِ الجُبِّ وانطلقوا
إلى “الذّليلِ” عشـاءً
يلعنونَ فمي
لمْ أسـْقِ ربّي نبيذَ الزّيفِ…
بل أكلَتْ
من رأسيَ الشِّعرَ أصنافٌ
من الأمَمِ
كم راودوني على رأسي،
وما علموا
أنّي أُكَرِّمُ عن هاماتِهِم
قَدَمي
في الفُلكِ كنتُ، وفي نارِ الخليلِ،
وفي
صَــبرِ الكظيـمِ يبثُّ الحزنَ
من ألمِ
صَلَّيتُ خَلفَ حُسينٍ،
هالكاً ظَمَأً
ولم أُبايعْ يزيداً..
غيرَ ذي ندمِ
يا صاحبَ السِّجنِ،
دعنـي في بُرودتِـهِ
فالقَيدُ أدفــأُ من أوطـانِنا
– التُّ هَـمِ –
ذروا قصـائـدَ حِقدي في سَـنابلها
للثـائـرينَ،…
سيقتاتونَ من كَلِمي
محمّد العيّاف العموش