الرئيسية / ..سوريّون / قصّة تفوّق شابّ سوريّ يريد صناعةَ الحياة

قصّة تفوّق شابّ سوريّ يريد صناعةَ الحياة

وصل الشّابُّ السّوريّ علاء حسام الدّين ابنُ الـ ١٩ ربيعاً إلى فرنسا قادماً من لبنان في العام 2014، بعد أن أرغمته ظروفُ بلادِه الصّعبة على الهجرة بحثاً عن الاستقرار والأمان، ولم يكن يتحدّث يومها أيّةَ كلمةٍ باللغة الفرنسيّة، وها هو بعد ثلاث سنوات يحصل على البكالوريا العلميّة بدرجة”حسن جدّاً”، بل يحتلُّ المرتبةَ الأولى، متفوّقاً على جميع أقرانه في ثانويّته بمدينة لوهافر شمال غرب فرنسا.
كانت فرنسا بالنسبة له نقطةَ البدايةِ في رسمِ مستقبله الجديد، ومنذ لحظة وصوله إليها انكبّ على تعلّمِ لغتِها الّتي لم يكن يعرف منها إلّا جملاً قصيرة..
يتذكّر علاء جيّداً يومَه الأوّلَ في الّثانوية، إذْ لقي نفسه وحيداً – دون أصدقاء – في ساحتها، وكأنّه تائهٌ في صحراء يحاول أن يجد طريقَ الخلاص، لكنّه ظلّ متسّلحاً بعزيمة كبيرة شعارها “بناء علاقات إنسانّية جديدة مع الآخر، والنّجاح في مشوار العلم والمعرفة”.. وسرعان ما التفّ الأصدقاء من حوله، وتفتّحت الأبوابُ والسُّبُلُ، وبدأ علاء في التّدرّج بالنقاط شيئاً فشيئاً، ليصبح خلال فترة قصيرة أحدَ الأوائل في قسمه، كما تحسّنت لغتُه الفرنسيّةُ كثيراً، وصار متحدّثاً بارعاً بها، لا تخونه العباراتُ في التّعبير عن أفكاره، ولا يبدو عليه أيُّ قلقٍ وهو يتحدّث للصحافة كأحد الخطباء السّياسيّين المتمرّسين في أحاديثهم لوسائل الإعلام.

واليوم يتفوّق علاء في البكالوريا بميزة “حسن جدّاً”، ويحصد المرتبة الأولى نتيجة جدِّه ومثابرتِه، محقّقاً حلمَه في دراسة الطّبّ على أرض الواقع.
يقول علاء “يوجد من يصنعون الموت، أنا أريد أن أصنع الحياةَ في فرنسا الّتي أعطتني الكثير وفي غيرها من البلدان.. أريد أن أضعَ نفسي كطبيب في المستقبل تحت تصرّف المنظّمات الإنسانيّة..”.
“مشتاق جدّاً لبلدي، ومستعدّ للعودة إليه يوماً، والمساهمة في بنائه مجدّداً، لكن شريطة أن تّتوفّر الحرّيّة.. بالنسبة لي يستحيل أن أعيش في بلد لا يمكن لي أن أقول فيه الحقيقة كما هي”.

عن Mr.admin

شاهد أيضاً

سوريّ يغلق مطعمه لمدّة يوم كاملٍ إكراماً لافتتاح جاره مطعماً بجواره..

مصر: صاحب مطعم سوريّ في مدينة الإسكندريّة يغلق مطعمه لمدّة يوم كاملٍ إكراماً لافتتاح جاره …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *