الرئيسية / شارع الثّقافة / جوديُّ الذات وغياب الأُبُوَّات قراءة في: الرؤيا والتناصّ في نصّ (صليل الآه) لـ محمّد عارف قسّوم

جوديُّ الذات وغياب الأُبُوَّات قراءة في: الرؤيا والتناصّ في نصّ (صليل الآه) لـ محمّد عارف قسّوم

دراسة تحليليّة بقلم: زياد الأحمد

شاع في العقود الأخيرة – وخاصّة في الدراسات النقديّة للشعر الحديث – مصطلحٌ جديد عُرف بـ “التناصّ” ويعني تداخلُ نصوصٍ غائبةٍ في بنية النصّ الحاضر، وقد أصبح هذا التداخل من أبرز سمات الشعر الحداثيّ، ومن أدقِّ خصائص بنيته التركيبيّة والدلاليّة.

فالتناصُّ أو تداخلُ النصوص كما ترى جوليا كريستيفا – رائدةُ هذا المصطلح – هـو النقلُ لتعبيرات سابقةٍ أو متزامنةٍ؛ أي ” أنّ كلّ نص يتشكّل من تركيبةٍ فسيفـسائيّةٍ مـن الاقتباسات، وكلّ نصّ هو تشرّبٌ وتحويلٌ لنصوص أخرى[1]” 

فالعملُ الفنّيُّ لا يبدأ تخلّقُه من رؤية المبدع، وإنّما من أعمال أخرى متراكمةٍ في ذاكرته، وكما يقرّر فوكو: لا وجود لتعبير لا يفترضُ تعبيراً آخرَ، ولا وجود لما يتولّد من ذاته بل من وجود أحداث متسلسلة ومتتابعة. 

وتحاول هذه الدراسة استشراف المتناصّات التي تشرّبها النصّ من ذلك التراكم الثقافيّ، وقام الشاعر محمّد عارف قسّوم بتوظيفها في نصّ (صليل الآه)[2]، وذلك بحثاً عن الرؤيا الكامنة وراء أفقه.

 ونصُّ (صليل الآه) نصٌّ وجدانيٌّ ذاتيٌّ، يَنُوءُ بِهَمٍّ فرديّ/ جماعيّ فرضته مرحلةُ كتابةِ النصّ (2017) حيث ينطوي على مضمونٍ فكريٍّ ملخّصُهُ: إنّ محنةَ الحاضرِ المعيش وفي ظلِّ غيابِ المرجعيّاتِ هي أكثر سوداويّةً من كلّ المحن التي مرّت على هذه الامة، وهي مرحلةٌ لا أعتقد أنّ أمّةَ الشاعر بشكل عامّ ووطنه سوريّا بشكل خاصّ قد شهد مرحلةً أعتم منها على صعيد كلّ الرؤى، وهذا النصّ قد كُتِبَ بعد سبع سنوات من الحرب التي لم تبق ولم تذر، مازال الأفق معتماً، فلا بارقةَ فجر ولا أملَ ولا ظلَّ لظلّ و لا … ولا… ولا… ومن هذه اللاءاتِ يبدأ الشاعر المقطع الأوّل الذي يكرّر فيه هذه الـ لا عشر مرّات:

آوي إليّ، أفيءُ، ليس سِوايَ لي قَصْدُ..                       

 وأجيءُ، لا غيمٌ يُرَجَّى في السّما..

 لا بَرْقُ، لا رَعْدُ

وحدي أصارعُ لوثةَ الطّوفان ِ..

 لا الجُودِيُّ يعصمُني،

 ولا يدُ نُوْحَ نحو الرّوحِ تَمَتدُّ

لا مجد غير الوهمٍ..

لا عمروٌ، ولا زيدُ

لا كفّ مريمَ تمسحُ الأوجاعَ عن قلبِ المسيحِ، ولا..

يعقوب عاد يرى ويبصر قلبُه بَعْدُ

يحاول الشاعر هنا أن يرسم لوحةَ الواقع المعيش الذي يحيط بولادة النصّ بحرف الـ ( لا)، وهي أداةُ نفي، ولا شكّ أنّ النفيَ هو نقضُ حالةٍ ما، ومنه هو إثباتٌ لهذا النقض؛ أي أنّ نفي واقعٍ ما هو إثباتٌ لواقعٍ آخر؛ كقولنا (ما جاء خالد) هو إثباتٌ لغيابه.

 وإذا تأمّلنا المنفيات في المقطع نستطيع تخيّلَ الواقع الذي أراد الشاعر إثباتَه مرتكزاً في رسمه على النفي بهذه اللاءات المكرّرة وهو (لا غيم.. لابرق.. لا رعد.. لا جوديّ..  لا يد.. لا مجد.. لاعمرو.. لا زيد.. لا كفّ مريم .. ولا يعقوب..)

وهو عالمٌ ينتفي فيه المخصوص بالنفي وإرهاصات وجوده معاً، فنفى وجود الغيم وهو رمز الخصب والخير مع أيّ أمل يبشّر به من برق أو رعد، وكذلك هو واقع يغرقه الطوفان مع انتفاء أيّة بارقة للنجاة كجبل الجوديّ، الذي رست عليه سفينة نوح، وكما انتفت بوارق الأمل المتولّدة من الحاضر؛ تنتفي بوارقه التي يُعوّل عليها من الماضي، فلا مجدُ الأجدادِ ولا كتبُ النحوِ التي تكرّر لفظتي (زيد وعمرو) ولا معجزاتُ الأنبياءِ كالمسيح وأمّه ومن قبلهما يعقوب قد عادت تجدي نفعاً.

هذه هي لوحةُ الواقع.. وإذا أمعنّا النظرَ في أعماقها؛ نلمح وراء هذه اللوحةِ لوحةً أخرى تشفّ خلفها حيناً، وتتداخل معها في بعض التفاصيل حيناً آخر؛ حتّى تكاد تتماهى الخطوطُ الفاصلةُ بينهما ليشكّلا لوحةً واحدةً، وبمعنى آخر اعتمد الشاعر لإيصال رؤيا النصّ الحاضر نصوصأً غائبة، وهو ما يعرف بالتناصّ كما ذكرنا، فقد لجأ إلى نوعين منه: الأوّل التناصّ مع القصص الدينيّ في قصّة نوح والطوفان وقصّة مريم والمسيح ويوسف ويعقوب من خلال ومضات إشاريّة تشفّ عنها ألفاظ وتراكيب النصّ، والثاني التناصّ مع الفاظ وتراكيب من نصوص قديمة. وتأكيداً على هذا لنتأمّل قوله تعالى في سورة هود:

 {قَالَ سَآوِي إِلَىٰ جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ ۚ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَن رَّحِمَ ۚ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ (43) وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ ۖ وَقِيلَ بُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (44)} [هود]

يلاحظ أنّ النصّ القرآنيّ بدأ بالفعل (آوي) على لسان ابن نوحَ حين دعاه أبوه إلى السفينة، لكنّه رفض، وكان الطوفان الذي غمر الظالمين، ثمّ استوت السفينة على جبل الجوديّ الذي كان أوّلَ ما ظهر من اليابسة.

كذلك الشاعر يبدأ بالفعل (آوي) الفعل الذي أمّل ابنُ نوحَ به نفسه، ويتبعه بالفعل (أفييء) ثمّ (أجيء) وجميعها تشترك في الحركة الدؤوبة نحو الرجوع؛ بعد سعي حثيث، وكلّها ضمنَ سياقاتها تدلّ على نفي خفيّ دون أداة نفي لجدوى حالة البحث والسعي، وكأنّه قال (لم أجد مأوى للنجاة خارج ذاتي فأويت وجئت وفئت إليها، مكتشفاً أن ليس لي سواها).

ثمّ يبدأ تبريره لهذا الالتجاء إلى الذات من خلال لوحة (اللاءات) التي قرأناها، معتمداً على ذكر إشارات لفظيّة معهودة في ذهن المتلقّي كالطوفان وجبل الجوديّ ونوح الذي كان منقذاً، لتكون علامات دلاليّة تختصر الوصف لحضور إيحاءاتها في ذهن المتلقّي. فنفهم أنّ الواقع الذي يعيشه الشاعر هو واقعٌ يضجّ بالظالمين، مهدّدٌ بالطوفان والغرق، شبيهٌ بعالم نوح، ولكن يزيد عليه بأن لا منقذ فيه كنوح وليس فيه سفينة ولا جبل جوديّ ترسو عليه فهو واقع أكثر ضياعاً وخطراً على سكّانه.

ثمّ نلمح بعد حضور نوح صورة مريم وهي تمسح الألم عن قلب ولدها المسيح، ثمّ يعقوب الغارق في حزنه على ولده يوسف. فما علاقة هذه الأسماء بوصف واقع الشاعر وما المشترك الدلاليّ الذي يجمع بينها؟ والإجابةُ واضحةٌ فكلُّهمْ آباءٌ معذّبون؛ نوح أراد إنقاذَ ابنه، ومريم تمسح آلامَ ولدها، ويعقوب يعتصره الألم على فقد ابنه يوسف، ومن خلال نفي وجود هذه الرموز وإسقاطاتها في الواقع المعاصر يُثبت الشاعرُ نقطتين:

الأولى تؤكّد ما سبق من أنّ واقع اليوم هو أكثر سوداويّة وخطراً على هذه الأمّة من أيّ عهد مضى وذلك لانتفاء أيّ أمل للخلاص كما كان في الماضي.

والثاني: أن لا أبوّة ترتجى في الزمن الحاضر ليقتدي بها، وهذا ما يعرف بغياب المرجعيّات. ولهذا يقرّر أن (لا مجد غير الوهم) الذي في كتب التراث التي يتناوبها اسمان لا أكثر؛ زيد وعمرو، ومن كلّ ما سبق نعرف تفاصيل العالم الذي حاول الشاعر فيه البحث قبل ان يقرّر أفعاله الثلاثة في بداية النصّ:

في قوله:

(آوي إليّ أفيء …. أجيء ليس سواي لي قصد).

وفي المقطع الثاني يلجأ الشاعر إلى وصف الحالة الاغترابيّة التي آل إليها، والتي تتلخّص في لفظتين جاءتا منصوبتين على الحال وهما (عُريان – ظمآن) فيقول:

 عُرْيَانَ؛ ليس سوى قميصِ دمي،

وصحراءٍ،

وذئبٍ في عروقي لم يزلْ يعدو

ظمآنَ؛ أكظمُ أضلعي بالصبر..

أكتمُ لوعتي..

وتكابد السَّبْعَ العجافَ سنابلي..

لا القربُ يرويني ولا البُعْدُ

لِهِراوةِ الأحزانِ في جِلْدي أخاديدٌ

وألفُ شهادةٍ يروي خفايا بطشِها الجِلْدُ

ويأخذ الشاعر موقعاً من اللوحة هو موقع يوسف بن يعقوب؛ الذي غدر به أخوته، ورموه في الجبّ، وجاؤوا على قميصه بدم كذب، وقالوا أكله الذئب، ثمّ كانت محنة مصر؛ حيث مرّت عليها سبعُ سنوات عجاف من القحط والجدب كما تروي القصّة القرآنيّة التي تحيلنا إليها ألفاظ النصّ ومنها (القميص، الذئب، السبع العجاف، السنابل). ويتقاطع النصّان في عدّة نقاط:

أوّلاً: المشترك بين الشاعر ويوسف هو (العري والقميص والدم والذئب)

فيوسف حين ألقي في الجبّ عُرِّي من قميصه، الذي حمله أخوته إلى أبيه دليلاً على أكل الذئب له، أمّا الشاعر فهو عريان أيضاً في مواجهة الواقع الذي يعادل أخوة يوسف في ظلمهم وغدرهم. وأمّا الفرق بين القميصين؛ فقميص يوسف كان دليلاً كاذباً، والدم الذي عليه ليس دم يوسف بل دم الذئب، وبالتالي كان وسيلة لكشف كذبهم، بينما قميص الشاعر هو دمُه ذاتُه وهو أداةُ موتِه حين يسفك، وبالنسبة لذئب يوسف فقد قتل ووضع دمه على القميص، في حين مازال ذئب الشاعر الذي يتهدّده بالموت حرّاً يعدو بين دمائه ويترصّدها في كلّ لحظة.

ومنه تتأكّد لنا رؤية الشاعر السابقة في أنّ الواقع أكثرُ خطراً من كلّ أخطار الماضي

ثانياً: المشترك بين واقع الشاعر وواقع مصر آنذاك هو (الظمأ والسبع العجاف، وقحط السنابل)، ولهذا بدأ الشطرة الثانية بـ (ظمآن) ومكابدة سنابله للسبع العجاف.

ولكنّ ذلك الماضي انتهى فيه جدب السبع العجاف بعامٍ أغيث الناس فيه وقد تجاوزوا المحنة بتدبير يوسف الذي كان مخلصاً بتفسيره للرؤيا ونصائحه، أمّا الحاضر فما زال الظمأ مسيطراً عليه فلا غيث فيه ولا يوسف ليأخذ بيد الأمّة، وتتّضح لوحة ذلك الماضي والخلاص الذي جاء فيه على يد يوسف ومفارقته عن الواقع المعيش من استناد الشاعر إلى قوله تعالى:

{يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ(46) قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّا تَأْكُلُونَ (47) ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّا تُحْصِنُونَ (48) ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ (49)} [يوسف]

   وكما نلاحظ أنّ لوحة الحاضر تبدأ بـ (ظمآن) (أكتم) و(تكابد) وكلُّها تنمّ عن معاناة داخليّة؛ لكنّها لم تعد خفيّة مكتومة؛ إذ بدأت آلامها وآثار بطشها تظهر على الجلد:

لهراوةِ الأحزان في جلدي أخاديدٌ

وألفُ شهادةٍ يروي خفايا بطشِها الجِلْدُ

ومع تحوّل الألم من الداخل إلى الخارج؛ تبدأ مرحلة التعبير، أو الجهر بهذا الألم، وأوّلُ رواته هو الجلد الذي طفح بالعذاب، ثمّ الشعر الذي يحدّد أدواته بقوله:

وَرَقِي صَليلُ الآهِ..

محبرتي الدّموعُ..

وأحرفي السُّهْدُ

 وحكايةُ الوجهِ الغريبِ..

تلوكُه النّظراتُ في المنفى

ويطحن عظمَه البَرْدُ

فصليلُ الآه الخفيّ في الأعماق هو الأوراق التي سينشر على صفحاتها ذلك الوجع المتفجّر دفّاقاً من أعماق الألم؛ ليحكي حكاية ذاك المغترب عن هذا الواقع التائه بين عالمين؛ عالم ماضويّ رحل بعد أن حقّق خلاصه، وعالم حاضر يتأرجح فيه الشاعر ظامئاً (لا القرب يُرويني ولا البعد)

ولكنّ الشاعر لا يستمرّ في هذا الضياع، ففي نهاية النصّ يحدّد موقفاً يتلخّص في المواجهة والتمسّك بالأمل رغم حلكة السواد، مستنداً إلى أنواره الخاصّة به، النابعة من أبوّة إنسانيّة يتقاطع بها مع السيّد المسيح الذي قدّم جسده قرباناً لخلاص الأمّة من آثامها:

يا أنتَ يا وطني جميعاً هُمْ

وحسبي أنّني كالبدر في وجهِ اسواددِ وجوهِهمْ فَرْدُ…

ما هَمَّ إنْ زمّوا وإنْ شدّوا

ما هَمَّ إنْ صبؤوا أو ارتدّوا

باقٍ على عهدي

فهل ما زال يرعى ذمّتي العهدُ

ماضٍ فإنْ شاهدتني أمضي لحتفي طائعاً

فلأجلِ أُطْفِئ شهوةً للقتل عندهمُ إذا تبدو

ولأجلِ أشغلهمْ بنفسي عن جميع الأبرياءِ

لأجل شمسِ الوجدِ تلفح ما تكدّس من ظلالِ الأمنيات فيشرق الوجدُ

ولأجلِ يشرقُ في يباسِ حقولِكِ الوَرْدُ

ويؤكّد هذا التمسّك بالأمل ولوكان بارقةً بعيدةً في قوله:

ولئن رأيت بـ (قَدْ) و(رُبَّ) الروح عالقةً

فقد تأتي ببعض الوعد (رُبَّ)

وربّ ما قطعته تُنجِزُ بعضَه (قَدُّ)

خلاصةً: نرى أنّ الشاعر بنى نصَّه على قناعة فكريّة خلاصتُها غيابُ وفقدان المرجعيّات في الزمن الحاضر، ممّا أدّى إلى حالة من التيه، والاغتراب، ولكن مازال ثمّة أمل يلوح في الأفق البعيد وإن كان ضئيلاً.

ولإيصال هذه الفكرة اعتمد التناصَّ التاريخيَّ كأداة بنائيّة ودلاليّة، ووسيلة لتداخل الأزمنة والمقارنة بينها، فزاوج في رسم الواقع بين لوحتين الأولى غائبة ومتداخلة في النصّ، وهي قصّة نوح ومريم ويعقوب الذين كان يمتلكون مرتكزاتٍ لخلاص مَنْ ينتمي إلى زمنهم، والثانية وهي لوحةُ الحاضر التي غابت فيها صورُ تلك الأُبُوّاتِ وأَحدَقَ بها طوفانُ الضياع مغرقاً كلّ الدروب. ورغم كلّ هذا التيه كان النصُّ ملمِّحاً لأملٍ في الأفق البعيد.

***

[1] عبد الله الغذّاميّ، الخطيئة والتكفير – من البنيويّة إلى التشريحيّة – قراءة نقديّة لنموذج إنـسانيّ معاصـر، النادي الثقافيّ الأدبيّ – جدة، ط1 ،1985م،13

[2] قسّوم، محمّد عارف، ديوان صليل الآه، ط1، وورد برس، 2018 ص 12

عن Mr.admin

شاهد أيضاً

“أنشودة وطن” جديد الشاعر السوري محمد عارف قسوم..

بقلم ‌نمير الصالح تحت عنوان “أنشودة وطن” نشر الشاعر السوري محمد عارف قسوم على قناة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *